أضرار ارتفاع سكر الدم على صحة العظام

يجب الانتباه إلى محتوى السكر في نظامك الغذائي، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة نباتية كاملة، فإنَّ تناول مزيد من الفاصوليا، والمكسرات، والبذور، بوصفها مصادر رئيسة للسعرات الحرارية، بدلاً من الحبوب والبطاطس، يؤدي إلى تقليل الحمل السكري الكلي في النظام الغذائي، ومع إجراء المزيد والمزيد من الأبحاث، نكتشف أنَّ مستويات الجلوكوز في الدم وثيقة الصلة بمعظم الأمراض المزمنة، وليس مرض السكري فقط.



يزيد داء السكري من النوع الثاني خطر الإصابة بالكسور:

تشير الدلائل إلى أنَّ مرضى السكري من النمط الثاني معرَّضون لخطر الإصابة بكسور العظام، وعند هؤلاء المرضى يرتبط ضعف التحكُّم بنسبة السكر في الدم بضعف معدل دوران العظام؛ أي استبدال أبطأ لأنسجة العظام القديمة بأنسجة عظمية جديدة، ويشير ذلك إلى أنَّ ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم يمكن أن يضعف العظام.

شاهد بالفيديو: 8 أسباب تقف وراء الإصابة بداء السكري

يضر ارتفاع سكر الدم بالعظام:

تُعيد أنسجة العظام بناء نفسها باستمرار؛ إذ تعمل الخلايا التي تبني العظام، والمسمَّاة بانيات العظم، مع الخلايا التي تمتص العظام، والمُسمَّاة ناقضات العظم، للحفاظ على كتلة العظام وقوتها، وتحقيق التوازن بين بناء عظام جديدة وهدم العظام القديمة.

يُضعف ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم من آثار بانيات العظم؛ إذ وجدت دراسة أجريت على نساء يتمتَّعن بصحة جيدة أنَّ نوبةً واحدة من ارتفاع السكر في الدم أدَّت إلى انخفاض ملموس في علامات نشاط بانيات العظم.

وجدت دراسة أخرى أنَّ المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني غير المضبوط جيداً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالكسور، وذلك مقارنةً بالأشخاص الأصحاء وهؤلاء الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني المضبوط جيداً، كما كان لديهم بنية عظام متغيرة في عظم الفخذ، والتي تجلَّت بترقق في الوسط وتسمُّك في النهايات، ممَّا يشير إلى القابلية للكسر.

إضافة إلى إضعاف معدل دوران العظام، فإنَّ ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم يسرِّع من إنتاج منتجات نهائية متقدمة للغلوكوز (AGEs)، والتي تزيد الإجهاد التأكسدي وتلف الكولاجين في أنسجة العظام، ويتضاءل أيضاً إنتاج هرمون "أوستيوكالسين" (osteocalcin) المشتق من العظام في مرض السكري من النوع الثاني استجابةً لارتفاع السكر في الدم.

إضافة إلى أنشطته في بناء العظام، يشارك "أوستيوكالسين" في عملية الاستقلاب الغذائي؛ إذ يحفِّز شكل من أشكال أوستيوكالسين إفراز الأنسولين، ويزيد من حساسية الأنسولين في الأنسجة العضلية والدهنية، كما يعزِّز ارتفاع السكر في الدم فقدان الكالسيوم عن طريق الكلى، ويقلِّل من استجابة بانيات العظم لفيتامين د.

يمكن أن تساعد المكسرات والبذور والفاصوليا:

عندما تُستخدم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في نظام غذائي نباتي أو شبه نباتي، مثل البطاطس، والأرز، ومنتجات الدقيق الأبيض، بوصفها مصادر أساسية للسعرات الحرارية، فقد يرتفع معدل محتوى السكر في النظام الغذائي ارتفاعاً مفرطاً؛ إذ تساعد مصادر السعرات الحرارية منخفضة السكر؛ مثل الفول، والمكسرات، والبذور، على خفض المحتوى السكري في النظام الغذائي، والتي كما ذكر سابقاً، تؤثر في عديد من الجوانب الصحية، ومن ذلك صحة العظام.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة يجب أن يتجنبها مرضى السكري

قد يعزِّز اللوز صحة العظام:

أظهرت دراسة مثيرة للاهتمام أنَّ المكسرات قد تحتوي على مواد كيميائية نباتية إضافية تعزِّز دوران العظام؛ إذ تناول المتطوعون الأصحاء ثلاث وجبات مختلفة، كل منها يحتوي على نفس العدد من السعرات الحرارية، وكانت الوجبات تتكوَّن أساساً من اللوز أو البطاطس أو الأرز، ثمَّ عُولِجت خلايا ناقضات العظم المزروعة بمصل دم مأخوذ من المتطوعين؛ إذ قلَّل المصل الذي أُخذ بعد تناول وجبات اللوز من عدد الخلايا الناقضة للعظم المتشكِّلة والتعبير الجيني الخاص بخلايا ناقضات العظم، كما قلَّل من إطلاق الكالسيوم من الخلايا العظمية.

لم يُكشف عن أي آثار لوجبات البطاطس أو الأرز، ويشير ذلك إلى أنَّ المواد الكيميائية النباتية المشتقة من اللوز قد تساعد على الحفاظ على التوازن بين نشاط بانيات العظم ونشاط ناقضات العظم، وقد يكون ذلك بسبب المواد الكيميائية النباتية المضادة للالتهابات أو المضادة للأكسدة.

إذ يوجد دليل على التأثيرات المضادة للالتهابات لمركبات البوليفينول الأخرى، (مثل بوليفينول البرقوق)، تساعد على منع فقدان العظام، ومن المعروف أنَّ الإجهاد التأكسدي يحفِّز نشاط ناقضات العظم، ممَّا يؤدِّي إلى فقدان العظام.

إقرأ أيضاً: 8 معلومات طبية عن مرض السكري

في الختام:

إنَّ التركيز على الأطعمة الغنية بالمغذيات، ومن ذلك الكثير من الخضار والفاصوليا والمكسرات والبذور، يحافظ على الجلوكوز والأنسولين بمستوى جيد مع توفير العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام




مقالات مرتبطة